بعدما تضعضعت الشاه (عباس الأوّل) فإنّه عمّر الروضة المطهرة والقبة والصحن (١).
(العمارة الخامسة)
عمارة الشاه (صفي) حفيد الشاه (عباس الأوّل) أحد السلاطين الصفوية وهي العمارة الحاضرة.
فإنّه أمر أنّ يوسّع الصحن الشريف ـ بعدما كان ضيقاً ـ ، ومن ثمّ الحرم المطهر.
وكان المتصدي لهذه المهمّة وزيره (ميرزا تقي المازندراني) ، فأقام في هذا العمل ثلاث سنين مع جميع الفعلة والمهندسين حتّى أتمها.
وكان الابتداء بها سنة ١٠٤٧ هـ إلى وفاة الشاه (صفي) سنة ١٠٥٢ هـ ، فأتمها ولده الشاه (عباس الثاني) (٢).
وهي من أجمل العمارات الإسلامية مع فخامة وهندسة وريازة وفن بديع ، بقبة تطاول السماء ، ومنارتين كأ نّهما عمودا نور.
لم تزل العمارة المذكورة مرصعة بالحجر القاشاني حتّى زمن السلطان (نادر شاه) سنة ١١٥٦ هـ.
فإنّه لمّا ورد النجف زائراً أمر بقلع الحجر القاشاني عن القبة والإيوان والمأذنتين وتذهيبها ، وصرف على ذلك أموالا طائلة (٣).
الصحن الشريف :
يقوم الصحن الشريف على طبقتين ، في كلّ طبقة من الأواوين والغرف مثل ما في الطبقة الثانية ، وكلّ إيوان منها يحتوي على حجرة أو حجرتين.
وهو مستطيل الشكل يبلغ ارتفاعه ١٧ متراً ، أمّا أبعاده فهي :
____________________
١ ـ نزهة أهل الحرمين ٥٧ ، ماضي النجف ١ / ٤٧.
٢ ـ نزهة أهل الحرمين ٥٧.
٣ ـ ماضي النجف ١ / ٦٤.