وليقودهم الاضطرار إلى الائتمار لمن ولاّه أمرهم ، فاستكبروا عن طاعته تغرّراً(١) وافتراءً على اللّه عزّوجلّ ، واغتراراً بكثرة من ظاهرهم ، وعاونهم ، وعاند اللّه عزّوجلّ ورسوله)(٢).
خامساً ـ إدراك خصوصية تضمن النص للظاهر والباطن :
إنّ من الموّد أنّ للمنهج القرآني واُسلوبه في إيصال الأفكار والمفاهيم والمعارف المختلفة أثراً بالغ الأهمية في عملية الكشف عن دلالاته ، وهذا ما يستلزم من المتصدي لعملية الكشف أن يكون مستوعباً للأساليب القرآنية في التوصيل والتبليغ وصيغ التعبير ، قال تعالى : (أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)(٣) ، وقال تعالى : (كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ الْأَلْبَابِ)(٤) ، ونلاحظ أن اُسلوب القرآن التعبيري يكاد يتصور في صورتين تعبيريتين هما :
١ ـ الظهور المباشر : وهو ما يتمثل فيه ارتسام مدلول الكلمة أو الكلام بالنظرة الأولى في الذهن كما في قوله تعالى : (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ)(٥).
٢ ـ التضمّن والاحتواء المستبطنين : وهو ما يتمثل في استعمال القرآن للمثل والقصة للإيحاء بالمفاهيم من جهة ، أواستعمال الرمز والإشارة
__________________
(١) أي : تمنّعاً وتمرّداً.
(٢) الاحتجاج ١ : ٣٧٦.
(٣) سورة محمّد صلىاللهعليهوآله : ٤٧ / ٢٤.
(٤) سورة ص : ٣٨ / ٢٩.
(٥) سورة الاخلاص : ١١٢ / ١.