الصور في :
الصورة الأولى ـ التكلم في القرآن بالرأي :
فمما روي عن أبي بصير ، عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه قال : (من فسر القرآن برأيه ، إن أصاب لم يُور ، وإن أخطأ فهو أبعد من السماء)(١).
ويجعل الإمام الرضا عليهالسلام اللجوء إلى الرأي بمرتبة الكفر إذ يروى عنه أنّه قال : (الرأي في كتاب اللّه كفر)(٢).
والروايات هنا تشير إلى التفسير بالرأي في قيامه على استقلال المفسر برايه في تفسير كلامه تعالى بما عنده من الأسباب والاجتهاد ، وعدم الرجوع إلى غيره في فهم الكلام الإلهي ، مما يوقعه في مغبة أن (يقيس كلامه تعالى بكلام الناس)(٣).
ومن أبرز وجوه تأثير التفسير بالرأي المنهي عنه ما نراه في الجانب العقائدي بالذات ، حيث نلاحظ أن الآيات الكريمة المعتمدة في هذا الجانب لدى طائفة من المفسرين ربما كان يتبين بعضها من بعض آخر ، أو يكون شاهداً عليه ، وهو من وجوه تفسير القرآن بالقرآن إلاّ إنّهم لم يلاحظوا ذلك ، ممّا نجم عنه آثار خطيرة تتمثّل في ظهور التنافي بين الآيات المفسَّرة بسبب إبطال المفسِّر وتضييعه (للترتيب المعنوي الموجود
__________________
(١) تفسير العياشي ١ : ١٧ / ٤ ، ونحوه في ١ : ١٧ / ٢.
(٢) تفسير العيّاشي ١ : ١٨ / ٣.
(٣) الميزان ٣ : ٧٦.