جميعاً! وإلههم واحد ، ونبيّهم واحد ، وكتابهم واحد ، أفأمرهم اللّه تعالى بالاختلاف فأطاعوه؟ أم نهاهم عنه فعصوه؟ أم أنزل اللّه ديناً ناقصاً فاستعان بهم على إتمامه؟ أم كانوا شركاء له فلهم أن يقولوا وعليه أن يرضى؟ أم أنزل اللّه سبحانه ديناً تامّاً فقصّر الرسول صلىاللهعليهوآله عن تبليغه وأدائه ، واللّه سبحانه يقول : (مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ)(١). فيه تبيان كل شيء ، وذكر أنّ الكتاب يصدّق بعضه بعضاً ، وأنّه لا اختلاف فيه ، فقال سبحانه : ( .. وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً)(٢). وأن القرآن ظاهره أنيق ، وباطنه عميق ، لا تفنى عجائبه ، ولا تنقضي غرائبه ، ولا تكشف الظلمات إلاّ به)(٣).
الصورة الثانية ـ تفسير القرآن بغير علم :
عن رسول اللّه صلىاللهعليهوآله ، قال : (من فسر القرآن بغير علم جاء يوم القيامة ملجماً بلجام من نار)(٤).
__________________
(١) سورة الأنعام : ٦ / ٣٨.
(٢) سورة النساء : ٤ / ٨٢.
(٣) نهج البلاغة بشرح الشيخ محمد عبده ١ : ٥٥ الخطبة رقم ١٨ ، وانظر : الليثي ، علي بن محمد الواسطي / عيون الحكم والمواعظ : ١٤٣ ، وابن أبي الحديد المعتزلي / شرح نهج البلاغة ١ : ٢٨٨ في شرح الخطبة رقم (١٨) ، والطبرسي / مجمع البيان ١ : ٣٣ ، والعلاّمة الحلي / كشف اليقين : ١٨٩.
(٤) أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ١ : ١٣٦ عن أبي يعلى الموصلي ، والطبراني ، وقال : ورجال أبي يعلى رجال الصحيح) ، وذكره الشهيد الثاني في منية المريد : ٣٦٩.