والعميق ، والظاهر والباطن ، والجار فيه والصفة لما قبل مما يدلّ على ما بعد ، والموّد منه والمفصّل ، وعزائمه ورخصه ، ومواضع فرائضه وأحكامه ، ومعنى حلاله وحرامه الذي هلك فيه الملحدون ، والموصول من الألفاظ ، والمحمول على ما قبله وعلى ما بعده ، فليس بعالم بالقرآن ولا هو من أهله)(١).
والرواية لا تحتاج إلى تعليق فمن دون هذه العلوم ومعرفة جزئياتها تفصيلياً وإبداء الرأي في معاني النص القرآني وتصويرها على أنّها كشفٌ للمراد منه ، يعني ذلك كلّه تفسير القرآن بغير علم بحقيقة المراد ، فيعود تفسيرا بالرأي والهوى والاستحسان الذي لا يمت للنص ومعانيه بصلة ويقع تحت نطاق المنهي عنه المذموم الخوض فيه.
الصورة الثالثة ـ ضرب القرآن بعضه ببعض :
وردت العديد من الروايات عن الرسول صلىاللهعليهوآله والأَئمّة عليهمالسلام في النهي عن ذلك ؛ لأّنه ممّا يقع تحت نطاق تحكيم الرأي الخاص والميل النفسي بتأثيرات الاتجاه الفكري والأثر المذهبي في تفسير النص.
فمن ذلك ما روي عن الرسول صلىاللهعليهوآله (أنّه خرج على قوم يتراجعون في القرآن وهو مغضب فقال : لهذا ضلّت الأُمم قبلكم باختلافهم على أنبيائهم وضربهم الكتاب بعضه ببعض ، قال : وإن القرآن لم ينزل ليكذب بعضه بعضا ولكن نزل ليصدق بعضه بعضا ، فما عرفتم فاعملوا به ، وما تشابه عليكم فآمنوا
__________________
(١) المرتضى / الآيات الناسخة والمنسوخة : ٤١ ، تحقيق علي جهاد الحساني ، ونقله المجلسي في بحار الأنوار ٩٠ : ٣ باب ١٣٨ عن تفسير النعماني بسنده عن إسماعيل بن جابر ، عن الإمام الصادق عليهالسلام نحوه.