والنص في هذا المستوى ـ وحسب صلته بالسبب الأول ـ تكون له علاقة وثيقة بالسبب قد يتقيد من بعض جوانبه بما تفرضه وقائع سبب النزول والحالة التي اختص النص بالتعبير عنها ، مثلما تحكمه أمور أُخرى إذا كان السبب هو المقتضيات المتصلة بالنزول التجزيئي ، ومن تلك الأُمور : السياق ، والنظم ، والوحدة الفنية والموضوعية للنص ، والإجمال ، والتفصيل ، والبيان ، والإبهام .. إلخ.
الثاني ـ المستوى المفتوح :
هنا ينطلق النص في خصائصه الاحتوائية بعيدا عن مقتضيات الزمان والمكان ، مخلفا وراءه سبب النزول الذي ينسحب إلى تشكيل حالة جزئية نسبية لا تعدو أن تكون مجرد إشارة بسيطة في طريق فهم النص تضيء للمتصدي لتفسيره بعض الجوانب المساعدة على تصور أجواء النزول ، والمعنى الأكثر صلة بمراد اللّه تعالى ـ تبعا لذلك ـ من خطابه حين تتعدد الاحتمالات والأفهام المختلفة. فهنا ينطلق اللفظ بعمومه المفتوح القابل للانطباق والمتحرر عن حدود الحالات الجزئية التي تقيدت بزمان أو مكان معينين ، فتتحول خصوصية السبب إلى أمر غير ذي اعتبار إلاّ بتلك الحدود الضيقة المشار إليها ، وتكون العبرة في الحالة الجديدة بعموم اللفظ وقدرته على الجريان والانطباق على كل زمان أو مكان ما دام يتوفر فيهما الجوانب الموضوعية والمقتضيات التي جاءت الآية (النص) للتعبير عنها ، ويغطيها النزول (العموم) الأول ، هكذا يصبح النص الواحد في نزوله حالة مكثّفة من النزولات المتعددة لكنها اُدمجت جميعا في نص واحد تلافي التعدد الزمني