وينطق بها النص نفسه ، وتستوجبها خصائصه في الاحتواء على المتشابه والظاهر والباطن والمبهم والمجمل ، وجريان النص على المصاديق المتعددة بعد ارتفاع قيد الزمان والمكان.
هذا الضابط ـ في اللجوء إلى التأويل ـ يتبين في آثار الأَئمة عليهمالسلام بالتأكيد غير المباشر عليه من خلال منهجهم التطبيقي في التعامل مع الآيات السابق ذكرها باللجوء فعليا إلى تأويل الآيات التي تضمنت الخصائص المارة الذكر ، ودلّت عليها ، وأسّست للعقيدة أُصولاً ثابتة.
وسيتطرق البحث عند الحديث عن أنواع التفسير عند الأَئمة عليهمالسلام في الجانب التطبيقي من هذا المبحث إلى العديد من الروايات التي تمخضت عن التعبير عن منهج الأَئمة في التأويل واسبقيتهم إلى وضع أُسسه في استنطاق النص وكشف معانيه وهذه الأسبقية.
وأولهم في هذا المضمار أمير المؤمنين الإمام علي عليهالسلام ، إذ له الأسبقية في تحكيم العقل ، وفي (الدفاع عن مبادئ الإسلام والتوفيق بين العقل وظاهر الوحي)(١).
تاسعاً ـ التحذير من المناهج القاصرة عن فهم النص القرآني :
وفي هذاالضابط المهم يتمُّ استبعادالمناهج الباطلة والوسائل المنحرفة عن ساحة الأهلية للكشف عن معاني النص ودلالاته ، والنهي عن معاملة النص في ضوء ضوابطها ، وبالتالي رفض ثمرات تلك المناهج ممثّلة فيما
__________________
(١) محمد جواد مغنية: فلسفات اسلامية ٧٥٩.