شَيْءٍ)(١).
وثبت لنا استحالة أن يكون الكتاب كذلك ويفرط بأهم ركيزة فيه ، وهي قدرته على أن يبين نفسه ، فيكون مفهوما عند من خوطب به.
ونلاحظ أن الأَئمة عليهمالسلام كانوا أوّل من فتق البحث في هذا الضابط المهم في تصديهم لاستنطاق النص بما أُسس ملامح منهج تفسير القرآن بالقرآن كمصداق لوصف أمير المؤمنين الإمام علي صلوات اللّه وسلامه عليه للقرآن الكريم بأنّه (ينطق بعضه ببعض ، ويشهد بعضه على بعض)(٢).
فكان هذا المنهج هو الطريق السوي الذي اتبعوه عليهمالسلام وهم معلمو القرآن الذي نزل في بيوتهم ، والهداة إلى ما جاء به.
ويُلاحظ هنا أنّ تطبيق هذا المنهج يرد عن الأَئمة عليهمالسلام بعدّة إشكال منها :
١ ـ تفسير الآية بالآية :
بلغت الروايات في ذلك العشرات سأكتفي ببعضها بحيث يكون الاختيار في أشكال هذا المنهج أو المناهج الأُخرى واقعا على تفسيراتهم عليهمالسلام للآيات المتضمنة لأُصول العقيدة ، دون الخوض في الآيات
__________________
(١) سورة الأنعام : ٦ / ٣٨.
(٢) نهج البلاغة بشرح الشيخ محمد عبده ٢ : ١٧ ضمن الخطبة رقم ١٣٣ ، وابن أبي الحديد المعتزلي / شرح نهج البلاغة ٨ : ٢٨٧ ضمن الخطبة رقم (١٣٣).