عصمة الأنبياء ، قال : (وأمّا قوله : (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ)(١) إنّما ظن ، بمعنى : استيقن إنّ اللّه لن يضيّق عليه رزقه ، ألاّ تسمع قول اللّه عزّوجلّ : (وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاَهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ)(٢) ، أي : ضيّق عليه رزقه ، ولو ظنّ أنّ اللّه لا يقدر عليه لكان كَفَرَ)(٣).
٢ ـ التفسير بالسياق :
من أشكال تفسير القرآن بالقرآن نفسه اعتماد السياق في تفسير الآيات ، فالقرآن الكريم باعتباره كلاما فلابدّ لأجل فهمه ـ وليكون المفسر في جو النص والوقوف على معانيه ـ أن يحيط المفسر بالسياق القرآني الذي لا غنى له عن اتباعه كونه حجة من القرآن ذاته ، حيث يمثل أهم ركائز النظم القرآني الذي (يعتني بالمناسبة بين الآيات وألفاظ الآية الواحدة)(٤).
يصور الزركشي أهمية السياق بقوله : (إذا لم يرد النقل عن السلف فطريق فهمه هو النظر إلى مفردات الألفاظ من اللغة العربية ومدلولاتها واستعمالها بحسب السياق)(٥).
__________________
(١) سورة الأنبياء : ٢١ / ٨٧.
(٢) سورة الفجر : ٨٩ / ١٦.
(٣) الصدوق / عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ١٦٨ ـ ١٧٣ / ١ باب ١٤ ، والطبرسي / الاحتجاج ٢ : ٢٢١.
(٤) الزركشي ، البرهان ٢ : ١٣.
(٥) البرهان في اعجاز القرآن ٢ : ١٧٢.