بروزا في الروايات مع وضوح خصوصية فهم الأَئمة عليهمالسلام ، وإلاّ فهناك الكثير من الروايات عنهم عليهمالسلام في تفسير الآيات القرآنية باعتماد السنة المشرفة ، أو التفسير المنطلق من أُسس اللغة وفنونها البيانية والبلاغية .. إلخ ، وهو ما يمكن الرجوع فيه إلى المصادر السابقة الذكر نفسها.
المبحث الثاني
تأصيل الأَئمّة عليهمالسلام لأصول العقيدة
انطلاقا من النص القرآني
إذا كان القرآن الكريم قد استكمل في جانب من الخطاب الموحى به قواعد الحياة العملية وطبيعة التعبير عن طقوس العبادة والمعاملات ممثلة بالشريعة فإن الجانب الأكبر من هذا الخطاب اختصّ بتأسيس أصول العقيدة وإقامة صرح تصور عن الطبيعة وما وراء الطبيعة (ميتافيزيقا) كاملة وتصور إسلامي متكامل للمنظومة (الكلامية) التي لا يمكن لأي دين أن يكون بدونها رابطا بين العابد والمعبود.
والأَئمة عليهمالسلام وهم عدل القرآن والمستنطقون والمولون لكشف معانيه ودلالاته كانوا أولى من يتحمل مسولية الكشف عن تلك الأُسس المشكِّلة للعقيدة كخطوة اُولى تستلزم بعدها بناء منهج إثباتها والبرهنة عليها ليتم بالتالي تقديمها إلى متلقيها من أهل العقيدة أو مناوئيها ،