وبالتالي فقد اندرجت في هذه المهمة عند الأَئمة عليهمالسلام ثلاثة أمور مهمة ، تمثّل فيما بينها منهجا تكامليا ، مكونة ملامح التصور الإمامي للعقيدة وأُصولها بما يمكن تلخيصه في :
١ ـ بيان العقيدة وكشف أُسسها.
٢ ـ إثبات العقيدة والبرهنة عليها.
٣ ـ تبليغ العقيدة وبيان تفاصيلها.
أوّلاً ـ البيان والكشف :
هناك مجموعة من العوامل المورة في محيط النزول القرآني مكانيا وفكريا ممثّلة في :
١ ـ تركيز الخطاب العقائدي القرآني القائم على تأكيد حجية العقل ، ومساحة فاعليته في الفكر الإنساني عموما ، وكونه مناطا للتكليف ، وبالتالي الدعوة القرآنية للتدبر والتفكر في الآيات الأنفسية والآفاقية.
٢ ـ شيوع البحث العقلي عند المسلمين بعد النبي صلىاللهعليهوآله ، والموقف الدفاعي الذي كان لا بد من اتخاذه أمام العقائد والملل والأفكار المضادة القادمة من خارج الحدود ، أو المتجذرة داخلها ، ثم التوجّه الفكري الذي صبغ مراحل تاريخية مهمة بصبغته ، وذلك بانشغال المسلمين بالبحث الفلسفي.
٣ ـ ظهور اتجاه ينحدر من أصول تعود إلى الصحابة والتابعين ، يقوم على التعبد بظواهر النصوص ، والابتعاد عن الخوض في المجادلات