منه)(١).
وفي رواية أُخرى أنّه دعا جماعة من أصحابه فتكلموا في حضرته ، ثم تكلم هشام بعدهم ، فأثنى عليه ومدحه ، وقال له : مثلك من يكلّم الناس)(٢).
ثالثا ـ تبليغ العقيدة وبيان تفاصيلها :
يتأكّد هذا الأمر عند الأَئمة عليهمالسلام ، وتتبيّن تطبيقاته بوضوح في طول مراحل حياتهم عليهمالسلام ابتداء بالإمام عليّ حتّى آخرهم سلام اللّه عليهم أجمعين فيما تجده مرويّا عنهم من آلاف الروايات الواردة في المدونات السابقة الذكر وغيرها مما كان هدفه تجسيد ملامح العقيدة بأصولها كافّة ، حتّى لم يفلت موضوعٌ أو جزئية تشكّل ملمحا من ملامح العقيدة إلاّ وبينوا الفهم الصحيح له ، وأصّلوا جذوره القرآنية ، وفصّلوا ما يتفرّع فيه من الكلام ، حتّى شكّل ذلك منظومة كلامية لا نجد لها مثيلاً عند أية فرقةٍ من الفرق الكلامية باستحضار خصوصية دور الأَئمة عليهمالسلام في أصول مذهب الإمامية ، وطبيعة خصوصيتهم الدينية والعلمية.
والرجوع إلى المظان السابق ذكرها يود هذا القول ، ويكشف عن الملامح التطبيقية لهذا الأمر. وقد تصدّى هذا البحث لإيراد الكثير
__________________
(١) تصحيح اعتقادات الإمامية : ٧٠ ، والطبعة القديمة : ٢١٨.
(٢) تصحيح اعتقادات الإمامية : ٧٠ ، والطبعة القديمة : ٢١٨.