التاريخية للتشيّع ، ومظهراً لأولويّته في أصالة التأسيس واستقلالية الفكر عن غيره من التيارات الفكرية التي نشأت بعد حين ، فضلاً عن الاستمرارية التي امتدّت بالمصطلح زمنيا ، ليشمل المعنى نفسه من التولّي والمشايعة لأولاده وأحفاده من بعده ، بل القول بالحصر الذي ينقله الشهرستاني بـ «إنّ الإمامة لا تخرج من أولاده ، وإن خرجت فبظلم يكون من غيره ، أو بتقية من عنده»(١).
إلاّ إنّ الباحثين من قدماء العامّة ومتأخريهم قد اختلفوا في تحديد البداية التاريخية للتشيّع رغم هذه الدلالة المهمة في ارتباطه بأمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام ، وبتوجيه مباشر من الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآله ـ كما سنرى ـ بما يمثّل نقطة انطلاق ، ويكاد اختلافهم في ذلك ينحصر في تحديدين (٢):
الأول ـ نشوو في حياة النبي صلىاللهعليهوآله :
ويورد أصحاب هذا القول ـ دليلاً ـ عشرات الروايات التي يستدلّ بها الشيعة على أحقّية أمير المؤمنين الإمام علي عليهالسلام بالإمامة والخلافة التي كانت دافعا للكثير من الصحابة والتابعين فيما بعد لمشايعة علي عليهالسلام وتولّيه ؛ ليتحقّق فيهم المعنى اللغوي للتشيّع ، فكانوا أنصاره وأتباعه ، ثمّ ليتوسّع
__________________
(١) الملل والنحل ١ : ١٤٦.
(٢) البغدادي / الفرق بين الفرق : ١٥ ، والشهرستاني / الملل والنحل ١ : ١٤٧ ، والسيّد هاشم معروف الحسني / الشيعة بين الأشاعرة والمعتزلة : ٢٨.