ذلك فيما بعد إلى اتجاه فكري رئيس على الساحة الفكرية والعقائدية في الحضارة الإسلامية.
الثاني ـ نشوؤه بعد وفاة النبي صلىاللهعليهوآله :
وقد اختلفوا في نقطة البداية على خمسة آراء بين القول أنّها يوم السقيفة ، أو يوم الدار ، أو يوم الجمل ، أو يوم صفّين ، أو بعد مقتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليهالسلام.
والشيعة بعامّة متّفقون على نشأة التشيّع في حياة الرسول صلىاللهعليهوآله ، وهو ما يعضده معنى لفظ الشيعة وارتباطه بعليّ عليهالسلام بتخصيصه ابتداءً بمشايعيه وأصحابه وموديه.
وهذا ما أكّده أبو حاتم أحمد بن حمدان الرازي (ت / ٣٢٢ هـ) في كتاب الزينة ، بقوله : «أما الألقاب القديمة التي ذُكِرَت على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه وجاءت في الأخبار عن النبي صلّى اللّه عليه ، وعن الصحابة ، وعن التابعين ، فخمسة ألقاب ، وهي : الشيعة ، والمرجئة ، والرافضة ، والقدرية ، والمارقة. فهذه خمسة قديمة جاءت فيها الأخبار وسائر الألقاب حدثت من بعد ، وهي كلّها ألقاب فرق انشعبت من هذه الفرق الخمس ومرجعها إلى هذه الفرق ، أوّلها الشيعة»(١).
__________________
(١) الرازي ، أبو حاتم أحمد بن حمدان / كتاب الزينة في الكلمات الإسلامية العربية ٣ : ٣٥ بعنوان ذكر ألقاب الفرق في الإسلام ، تحقيق الدكتور عبد اللّه سلوم السامرائي.