توطئة لفصول البحث
إنّ الباحث في الإرث الغني الذي تركه الأَئمة من أهل البيت عليهمالسلام في مجال تفسير النص القرآني من أجل استكناه الأصول والأُسس التي رسخوها كإضاءات يفهم منها النص ، وتور دلالاته ، يلاحظ أنّهم اتّخذوا عليهمالسلام في ذلك مسلكين مهمين ، وهما :
الأول ـ المسلك المنهجي :
ويستند هذا المسلك على أمرين :
١ ـ أهليّتهم عليهالسلام للتأسيس والتأصيل ومن ثم تفسير النص فعلياً ، ويتضح ذلك من خلال مايختصون به من صفات ومميزات متفردة تعطيهم هوية الأهلية الكاملة للبحث في النص بل كونهم جهة مقابلة له ، لا تختلف معه ، أو تفترق عنه أبداً كما في نص حديث الثقلين المتواتر ، وهو ما سنبحثه في الفصل الأوّل.
٢ ـ وضع الضوابط وتأصيل القواعد التي ينطلق في ضوئها المفسر لكشف دلالات النص ، وآفاق التعامل معه ، والنظر إليه ، والموقف بإزاء مجموعة مغاليق مهمة في النص لا تكشف لكل أحد ، يمثل النفاذ منها