المبحث الثاني
جهود الأَئمة عليهمالسلام في خدمة القرآن والعقيدة
إنّ المتصدّي لاستعراض تاريخ الأَئمة عليهمالسلام وصلتهم بالقرآن الكريم يتلمس بوضوح أهمية جهودهم عليهمالسلام في التصدي لتفسير النص ، وبيان معانيه ، واستنطاقه بنحوٍ يكشف عن خصوصيّة أهليتهم المتفردة ، ابتداءً من أوّلهم أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليهالسلام حتى آخرهم عليهالسلام.
فمما لا يسع منكر أن ينكره أفضلية أمير المؤمنين الإمام علي عليهالسلام وسعة علمه بالقرآن ، وأولويته وأسبقيته إلى تفسير القرآن الكريم ، وقربه من ينبوعه الأصيل ، ولصوقه به ، فهو الباب الذي تنبثق منه ينابيع العلم ، ويطلع منه على آفاقه المطلقة من مصدر الوحي ، روى عبد اللّه بن عباس عن الرسول صلىاللهعليهوآله أنّه قال : (أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأتِ الباب) ، وفي لفظ آخر : (أنا مدينة العلم وعلي بابها ، وهل تُدخل المدينة إلاّ من بابها؟!)(١).
__________________
(١) هذا الحديث متواتر من طرق الإمامية وحدهم ، يُنظر : الشيخ الصدوق / عيون أخبار الرضا عليهالسلام ١ : ٧١ / ٢٩٨ ، والخصال له أيضاً : ٥٧٤ / ١ باب السبعين ،