كلمة المركز
الحمد للّه ربّ العالمين ، وصلّى اللّه على محمد وآله الطيبين الطاهرين .. إنّ تبليغ ما أمر اللّه تعالى به ، وحراسته ، وهداية الناس إليه ، وظائف أساسية لا يمكننا تصوّر بعث نبي بغيرها. وفي إطار الدين الخاتم لا يمكننا تخيّل رجل يشتبه عليه شيء من القرآن الكريم ، أو تغيب عنه سنّة من سنن النبي صلىاللهعليهوآله ، ومع ذلك يكون أهلاً للقيام بتلك الوظائف بعد النبي صلىاللهعليهوآله كما يريد اللّه ورسوله صلىاللهعليهوآله.
وقد دلّ الشرع والعقل والواقع التاريخي الذي مرّت به المسيرة الإسلامية بعد غياب الرسول صلىاللهعليهوآله على حاجتها الماسّة إلى شخصية تمتلك المنهج الربّاني الواضح بكلّ امتداداته الفكرية والثقافية ، وبنفس القوة التي كان عليها المنهج النبوي الشريف ، لتستطيع بذلك بيان الموقف الإسلامي تجاه كلّ شأن من شؤون الأُمّة ومن موقع العلم الراسخ بجميع المفردات الإسلامية التي تتحكّم بطبيعة ذلك الموقف ، وإلاّ ستتعثّر المسيرة الإسلامية بعدم تمكين تلك الشخصية من موقع القيادة ، وسيعطل إبعادها من موقعها الطبيعي من الوصول إلى أهداف الشريعة وتحقيق غاياتها ، وبالتالي تعدّد المواقف حيال معظم القضايا الجوهرية قد يفقدها قوة التأثير في نفوس الأُمّة كما هو الملاحظ في مجالات عديدة نظير عد الخروج على السلطان الجائر خروجاً من الإسلام عند بعض ، والقعود عنه كذلك ـ مع القدرة على التصدّي ـ عند آخرين!
وهذا لا يعني عدم إتاحة الفرصة للوصول إلى الهدف ، بل هناك ثمّة دلائل كثيرة تشير إلى إمكان العودة إلى الحقّ والأخذ بتلابيب الحقيقة المضيعة حقباً وإنصاف من غمطوا كثيراً ، سيما بعد انحسار المد الناصبي الذي تربّي جيلاً بعد جيل على عداوة الحق وأهله مع استهانته السافرة بدماء الأبرياء وحرمات المسلمين ، ولا زال بحمد اللّه يتلقّى الضربات تلو الضربات ، وترتفع الأصوات في وجوب القضاء عليه حتى من أهله وفي عقر داره.
ولا يفهم من كلامنا هذا أنا نريد الاستهانة بمن صاروا رمزاً لقوم دون