وأخرجه العيّاشي عن زرارة ، عن أبي جعفر عليهالسلام أيضاً (١).
المرجعية الثانية ـ الراسخون :
الراسخون في العلم الذين أوجب العقل والشرع الرجوع إليهم هم الرسول صلىاللهعليهوآله وأهل بيته المطهرون الذين علموا تأويل متشابه القرآن بالأخذ عن الرسول صلىاللهعليهوآله ، وبعلمهم بالمتشابه يعود محكما ويرتفع التشابه عنه ، ويرى سائر علماء الإمامية ـ تبعاً لأئمّتهم عليهمالسلام ـ أنّ قوله تعالى : (الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ) معطوف على قوله تعالى : (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ)(٢) فيكون المراد : لا يعلم تأويله إلاّ اللّه والراسخون في العلم.
وقد وردت العديد من الروايات عن الأَئمّة عليهمالسلام موّدة هذا الفهم للآية الذي يحصر معناها فيهم ، وتوّد هذه الروايات أن ذلك من الأُسس المهمة التي ينطلق منها لفهم النص وفي ضوئها ، فيحتكم في رفع التشابه في الآيات فضلاً عن المحكم إليهم هم عليهمالسلام.
فمن ذلك ما روي في الصحيح عن بريد بن معاوية العجلي ، عن الإمام الباقر عليهالسلام في قول اللّه تعالى : ( .. وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ)(٣) قال : (رسول اللّه أفضل الراسخين ، قد علّمه اللّه
__________________
(١) تفسير العيّاشي ١ : ١٧ / ١.
(٢) سورة آل عمران : ٣ / ٧.
(٣) سورة آل عمران : ٣ / ٧.