فيها الملحدون» (١).
٢٠ ـ عجائب الصنعة ، وعلمية الخلقة في جميع الموجودات في هذا الكون في سماواته والأرضين بكواكبها وأشجارها وأعشابها والحرّ والبرد والصيف والشتاء وجميع الموجودات حيث فيها عبرةٌ لمن فكّر ، ودلالة على من تدبّر ، وآية لعلم الخالق الحكيم :
«فكّر يامفضّل! في مقادير النهار والليل كيف وقعت على ما فيه صلاح هذا الخلق ، فصار منتهى كلّ واحد منهما إذا امتد إلى خمس عشرة ساعة لا يجاوز ذلك.
أفرأيت لو كان النهار يكون مقداره مئة ساعة أو مئتي ساعة ألم يكن في ذلك بوار (٢) كلّ ما في الأرض من حيوان ونبات؟.
أمّا الحيوان فكان لا يهدأ ولا يقرّ طول هذه المدّة ، ولا البهائم كانت تمسك عن الرعي لو دام لها ضوء النهار ، ولا الإنسان كان يفتر عن العمل والحركة ، وكان ذلك سيهلكها أجمع ويؤدّيها إلى التلف.
وأمّا النبات فكان يطول عليه حرّ النهار ووهج الشمس حتّى يجفّ ويحترق.
وكذلك الليل لو امتدّ مقدار هذه المدّة كان يعوق أصناف الحيوان عن الحركة والتصرّف في طلب المعاش حتّى تموت جوعا ، وتخمد الحرارة الطبيعيّة من النبات حتّى يعفن ويفسد ، كالذي تراه يحدث على النبات إذا كان في موضع لا تطلع عليه الشمس.
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج٣ ص١١١).
(٢) البوار هو : الهلاك والكساد والبطلان.