والتدبير.
لولا الحرّ لما كانت الثمار الجاسية المُرّة تنضج فتلين وتعذب حتّى يتفكّه بها رطبة ويابسة.
ولولا البرد لما كان الزرع يفرخ هكذا ، ويريع الريع الكثير الذي يتّسع للقوت وما يرد في الأرض للبذر.
أفلا ترى ما في الحرّ والبرد من عظيم الغناء والمنفعة وكلاهما مع غنائه والمنفعة فيه يولم الأبدان ويمضّها.
وفي ذلك عبرة لمن فكّر ، ودلالة على أنّه من تدبير الحكيم في مصلحة العالم وما فيه» (١).
٢١ ـ عجائب الصنع في المعادن وما يستخرج منها :
«فكّر يامفضّل! في هذه المعادن وما يخرج منها من الجواهر المختلفة مثل الجصّ والكلس (٢) ، والجبس (٣) ، والزرانيخ (٤) ، والمرتك (٥) ، والقونيا (٦) ، والزئبق (٧) ، والنحاس ، والرصاص ، والفضّة ، والذهب والزبرجد ، والياقوت ، والزمرّد ، وضروب الحجارة.
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج٣ ص١١٨).
(٢) الكِلس بكسر الكاف : حجر معروف يستخدم في البناء والطلاء يسمّى بالساروج.
(٣) الجبس : حجر الجصّ الذي يبنى به.
(٤) جمع الزرنيخ ، وهو : عنصر سنجابي اللون لمّاع صلب وسمٌ معدني.
(٥) المرتك هو : اكسيد الرصاص يسمّى (مرداسنج).
(٦) وفي نسخة التوتيا وهو : معدن صلب أبيض ، ويسمّى بالخارصين وأكسيد الزنك.
(٧) الزئبق هو : الفلز المعروف السائل الكثيف اللمّاع. والمعادن الباقية معروفة.