ومعرفته لجميع الظواهر والخفيّات ، وعرفانه جميع الأسرار والمطويّات ..
وعلمه نورٌ لا يدرك ولا يُحدّ ، وليس له نهاية وأمد.
٢) أنّه تعالى حيٌّ له الحياة الأزليّة الأبديّة ، وموصوف بهذه الصفة الكمالية التي هي له صفة ذاتية
ومعنى كونه حيّا كما أفاده المحدّث الصدوق أنّه : «الفعّال المدبِّر ، وهو حيٌّ لنفسه لا يجوز عليه الموت والفناء ، وليس يحتاج إلى حياةٍ بها يحيى» (١).
وأفاد الشيخ الكفعمي : «الحي هو الذي لم يزل موجودا وبالحياة موصوفا ، لم يحدث له الموت بعد الحياة ولا العكس ..
فالحي الكامل هو الذي يندرج جميع المُدرَكات تحت إدراكه حتّى لا يشذّ عن علمه مُدرَك ، ولا عن فعله مخلوق ، وكلّ ذلك للّه ، فالحي المطلق هو اللّه تبارك وتعالى» (٢).
وقال السيّد الشبّر : «والمراد بالحياة صفة يتأتّى معها العلم والقدرة ..» (٣).
وقال الشيخ الطريحي : «الحيّ القيّوم أي الباقي الذي لا سبيل للفناء عليه» (٤).
وذكر الراغب : «أنّ الحياة التي يوصف بها الباري تعالى معناها هو أنّه لا
__________________
(١) التوحيد للصدوق : (ص٢٠١).
(٢) المصباح : (ص٣٢٧).
(٣) حقّ اليقين : (ج١ ص٢٩).
(٤) مجمع البحرين : (ص٢٤ مادّة ـ حى ء ـ).