ويلاحظ انتظام السير والسير المنتظم في هذا العالم الكبير ، ويتأمّل في التغيّرات العارضة على هذا الرحب الوسيع ، من الإحياء والإماتة ، ونموّ النباتات والأشجار ، ونزول الثلوج والأمطار ، وحركات السحاب ودوران الأفلاك ، وتغيّرات الهواء وسير الشمس وحركة القمر في الفضاء ، وحدوث الليل والنهار ، وما يطرأ من المرض والشفاء ، وإستمرار الحيويّة والإحياء ..
حينما يتدبّر العقل في هذه الاُمور ، يحكم بأنّ خالقها ومدبّرها حيّ يدبّر سيرها ويدير اُمورها ، إذ العقل جازم بأنّ الحيّ يديم حركة الأحياء ؛ وإلاّ ففاقد الحياة لا يعطيها ، والميّت الفاني لا يديمها.
فهو حيّ قيّوم في الصفات ، قائم على جميع الموجودات وكلّ ذي وجود وذي حياة.
حيٌّ أزلاً وأبدا ، به قوام الأحياء ووجود الأشياء ، جلّ جلاله وعمّ نواله.
أمّا الأزليّة في حياته ؛ فلأنّ هذه الصفة يلزم أن تكون ذاتيّة له وإلاّ لاحتاج إلى من يحييه ، وهو يستلزم التسلسل ، وهو باطل ؛ أو يستلزم التوقّف على إحياء نفسه بنفسه ، وهو باطل أيضا.
وأمّا السرمديّة في حياته ؛ فلأنّ الحياة الذاتية لا تنفكّ عن الذات ، فحيث كانت أزليّة فلابدّ وأن تكون سرمديّة أيضا ، فهو الحيّ الأزليّ السرمديّ الأبديّ.
٣) أنّه تعالى قادر ، ليس يعجزه شيء ولا يعجز عن شيء ، وهو على كلّ شيء قدير ، فهو القادر القدير المقتدر
ولتوضيح معناه نقدّم ما يلي :