أفاد شيخ المحدّثين الصدوق : «القدير والقاهر معناهما أنّ الأشياء لا تطيق الإمتناع منه وممّا يريد الإنفاذ فيها ...
والقدرة مصدر قولك : قدر قدرة أي ملك ، فهو قدير قادرٌ مقتدرٌ ، وقدرته على ما لم يوجد وإقتداره على إيجاده هو قهره وملكه له ... قال عزّ ذكره (مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ) (١) ويوم الدين لم يوجد بعدُ ...» (٢).
وأفاد الشيخ الكفعمي : «القادر هو الموجد للشيء إختيارا من غير عجزٍ ولا فتور ...
والقدير الذي قدرته لا تتناهى فهو أبلغ من القادر ولهذا لا يوصف به غير اللّه تعالى ... والقدرة هي التمكّن من إيجاد الشيء ...
والمقتدر هو التامّ القدرة الذي لا يمنعه شيء عن مراده ... وقال الشهيد رحمهالله : المقتدر أبلغ من القادر لإقتضائه الإطلاق ، ولا يوصف بالقدرة المطلقة غير اللّه تعالى. وقيل : قدرة الإنسان هيئة يتمكّن بها من الفعل ، وقدرة اللّه عبارة عن نفي العجز عنه ، والقادر هو الذي إن شاء فعل وإن شاء ترك» (٣).
وأفاد الشيخ الطبرسي في معنى القدير : «هو مبالغة القادر. وقيل قوله سبحانه : (إِنَّ اللّه عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (٤) عامٌ ، فهو قادر على الأشياء كلّها على ثلاثة أوجه : على المعدومات بأن يوجدها ، وعلى الموجودات بأن يفنيها ، وعلى
__________________
(١) سورة الفاتحة : (الآية ٣).
(٢) التوحيد : (ص١٩٨).
(٣) المصباح : (ص٣٣٠).
(٤) سورة البقرة : (الآية ٢٠) ، وغيرها.