١ ـ إنّ العجز نقص لا يليق بالذات الكاملة ، ولا يكون الكامل الواجب ناقصا ؛ فإنّ واجب الوجود مستجمع لجميع الصفات الكماليّة ، ومنزّه عن النقائص والصفات الجلاليّة وإلاّ لزم الخُلف وهو محال ، فلابدّ وأن يكون قادرا غير عاجز.
٢ ـ إنّ صدور الأفاعيل العجيبة منه ، ووجود التدبيرات الحكيمة في خليقته تدلّ على قدرته وإقتداره.
ولا يمكن أن يكون صاحبها عاجزا بل يكشف عن أنّه عليم حكيم قادر.
وقد شعّ نور هذا البرهان الواضح من أمير البيان علي بن أبي طالب عليهالسلام في كلامه الشريف الوارد في غرر الحكم : «عجبتُ لمن شكّ في قدرة اللّه وهو يرى خلقه» (١).
٣ ـ إستحالة الصانعيّة والخالقيّة بدون القدرة المطلقة.
أفاد هذا الدليل الشيخ الصدوق بما نصّه :
«من الدليل على أنّ اللّه عزوجل قادر : أنّ العالم لمّا ثبت أنّه صُنع الصانع ، ولم نجد أن يصنع الشيء من ليس بقادر عليه بدلالة أنّ المُقعَد لا يقع منه المشي والعاجز لا يتأتّى له الفعل صحّ أنّ الذي صنعه قادر ، ولو جاز غير ذلك لجاز منّا الطيران مع فقد ما يكون به من الآلة ، ولصحّ لنا الإدراك وإن عدمنا الحاسّة ، فلمّا كان إجازة هذا خروجا عن المعقول كان الأوّل مثله» (٢).
فاللّه تبارك وتعالى قادر على كلّ شيء ومتمكّن من كلّ أمر .. علما بأنّ قدرته المتعالية جارية مع حكمته وعدله ، فلا يفعل القبيح ولا يصدر منه الشرّ ، بل فعله الخير وعادته الإحسان وهو قادر على كلّ شيء.
__________________
(١) غرر الحكم ودرر الكَلِم : (ص٤٩٣).
(٢) التوحيد : (ص١٣٤).