فلاحظ تفسيرها وتأمّل في غائيّة العبادة والمعرفة والرحمة للخِلقة.
والأشاعرة فرّوا من الشرك في خلق الأفعال بزعمهم ، ووقعوا في الظلم في هذه النسبة الذي هو كفر كما أفاده في حقّ اليقين (١).
وسيأتي بيان هاتين المسألتين ان شاء اللّه تعالى في باب العدل ، ومن اللّه التوفيق.
٤) أنّه تعالى مريدٌ ومن صفات كماله إرادته
والإرادة في أصل اللغة بمعنى المشيئة ، لكن إرادة اللّه تفترق عن إرادة المخلوقين ، فإرادة اللّه هو فعله كما بيّنه أبو الصلاح الحلبي أعلى اللّه مقامه (٢).
واستدلّ لهذا المعنى قوله تعالى : (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَىْ ءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (٣).
وإلى هذا المعنى ذهب الشيخ الجليل المفيد قدسسره ، إستدلالاً له بالأخبار التي يأتي ذكرها.
قال قدسسره : «إنّ الإرادة من اللّه جلّ اسمه نفس الفعل ... وبذلك جاء الخبر عن أئمّة الهدى» كما حكاه عنه شيخ الإسلام المجلسي طاب ثراه (٤).
ونقل في مجمع البحرين الحديث عن الإمام الرضا عليهالسلام :
__________________
(١) حقّ اليقين : (ج١ ص٢٣).
(٢) تقريب المعارف : (ص٨٥).
(٣) سورة النحل : (الآية ٤٠).
(٤) بحار الأنوار : (ج٤ ص١٣٨).