اللّه ، وإذنه أمره لها بالإيمان ما كانت مكلّفة متعبّدة وإلجاؤه إيّاها إلى الإيمان عند زوال التكليف والتعبّد عنها.
فقال المأمون : فرّجت عنّي ياأبا الحسن فرّج اللّه عنك» (١).
٣ ـ دليل العقل :
فالعقل حينما يلاحظ الأفعال الكونيّة ، يراها أفعالاً إختيارية ويجد فيها حسن الآثار ، والدقائق الكثار ، وقرائن الإختيار.
ومن المعلوم أنّ العمل الإختياري ، والأثر المنظّم لا يكون إلاّ عملاً إراديا مقصودا.
فوقوع تلك الأفعال المنتظمة مفتقر عقلاً إلى كون فاعلها مريدا لها ، قديرا عليها ، أوجدها بإرادته وصنعها بقدرته ، ولم تصدر عفوا أو اعتباطا بغير مشيئة من حضرته.
فيحكم العقل بداهةً بكون الخالق تعالى مريدا ذا إرادة قاهرة باهرة.
مع أنّها صفة كمال لا يفقدها الكامل ، وفقدها نقص يتنزّه عنه ذو الكمال.
٥) أنّه تعالى مُدرِكٌ
الإدراك في أصل اللغة هو بلوغ أقصى الشيء ومنتهاه.
ويطلق في الإنسان على اطلاعه على الاُمور الخارجيّة التي تدرك بالحواسّ الخمسة زائدا على العلم.
فإنّه قد يعلم الإنسان شيئا فيكون عالما به ، ثمّ يراه عيانا فيكون مدركا له.
__________________
(١) توحيد الصدوق : (ص٣٤١ ب٥٥ ح١١).