وباب المعرفة في نفي الجسميّة ، ومرجع الخليقة في بيان جميع الصفات التنزيهية هو باب العلم المبين أعني عترة النبي الأمين صلوات اللّه عليهم أجمعين في أحاديثهم الشافية وبياناتهم الوافية الآتية :
١ ـ حديث محمّد بن سماعة قال:سأل بعض أصحابنا الصادق عليهالسلام فقال له :
«أخبرني أي الأعمال أفضل؟
قال : توحيدك لربّك.
قال : فما أعظم الذنوب؟ قال : تشبيهك لخالقك» (١).
٢ ـ حديث يونس بن ظبيان قال : دخلت على الصادق جعفر بن محمّد عليهالسلام فقلت :
«يابن رسول اللّه! إنّي دخلت على مالك وأصحابه فسمعت بعضهم يقول : إنّ للّه وجها كالوجوه ، وبعضهم يقول : له يدان! واحتجّوا لذلك بقول اللّه تبارك وتعالى : (بِيَدَىَّ اسْتَكْبَرْتَ) (٢) وبعضهم يقول : هو كالشاب من أبناء ثلاثين سنة! فما عندك في هذا يابن رسول اللّه؟
قال : ـ وكان متّكئا فاستوى جالسا ـ وقال : اللهمّ عفوك عفوك.
ثمّ قال : يايونس! من زعم أنّ للّه وجها كالوجوه فقد أشرك ، ومن زعم أنّ للّه جوارح كجوارح المخلوقين فهو كافر باللّه فلا تقبلوا شهادته ولا تأكلوا ذبيحته ، تعالى اللّه عمّا يصفه المشبهون بصفة المخلوقين.
فوجه اللّه أنبياؤه ، وقوله (خَلَقْتُ بِيَدَىَّ اسْتَكْبَرْتَ) فاليد القدرة
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج٣ ص٢٨٧ الباب١٣ ح١).
(٢) سورة ص : (الآية ٧٥).