يشبهها؟ وللّه المشرق والمغرب فأينما تولّوا فثمّ وجه اللّه ، لا يخفى على ربّنا خافية» (١). والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
١٢ ـ حديث جابر قال : قال الباقر عليهالسلام :
«ياجابر! ما أعظم فرية أهل الشام على اللّه عزوجل ، يزعمون أنّ اللّه تبارك وتعالى حيث صعد إلى السماء وضع قدمه على صخرة بيت المقدّس ، ولقد وضع عبد من عباد اللّه قدمه على حجر فأمر اللّه تبارك وتعالى أن نتّخذه مصلّى.
ياجابر! إنّ اللّه تبارك وتعالى لا نظير له ولا شبيه ، تعالى عن صفة الواصفين ، وجلّ عن أوهام المتوهّمين ، واحتجب عن أعين الناظرين ، لا يزول مع الزائلين ، ولا يأفل مع الآفلين ، ليس كمثله شيء ، وهو السميع العليم» (٢).
الرابعة : أنّه تعالى ليس بمرئيّ
ولا تراه العيون ولا تدركه الحواس لا في الدنيا ولا في الآخرة.
وقد اتّفقت على ذلك الإماميّة الحقّة ، وخالف في ذلك فرقة الكرامية ، فذهبوا إلى جواز رؤيته مطلقا ، وخالفت الأشاعرة أيضا فذهبوا إلى جواز رؤيته في الآخرة ، وتمسّكوا لذلك باُمور واهية تلاحظها مع الجواب عليها في إرشاد الطالبين (٣).
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج٣ ص٣٢٨ ب١٤ ح٢٨).
(٢) بحار الأنوار : (ج٣ ص٣٢٩ ب١٤ ح٣١).
(٣) إرشاد الطالبين للفاضل المقداد : (ص٢٤٤).