كيفيته» (١).
والوهم على سعته لا يمكنه درك خالقه ، فكيف بالعين الصغيرة؟
كما تلاحظ في الحديثين التاليين :
١ ـ حديث الأشعث بن حاتم أنّه سأل الرضا عليهالسلام عن شيء من التوحيد؟
فقال :
«ألا تقرأ القرآن؟ قلت : نعم ، قال : اقرأ : (لاَ تُدْرِكُهُ الاْءَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الاْءَبْصَارَ) (٢) ، فقرأت ، فقال : وما الأبصار؟ قلت : أبصار العين ، قال : لا إنّما عنى الأوهام ، لا تدرك الأوهام كيفيّته وهو يدرك كلّ فهم» (٣).
٢ ـ حديث أبي هاشم ، عن الإمام أبي جعفر الجواد عليهالسلام نحوه ، إلاّ أنّه قال :
«الأبصار هاهنا أوهام العباد ، والأوهام أكثر من الأبصار ، وهو يدرك الأوهام ولا تدركه الأوهام» (٤).
ومن العقل :
قضاء البداهة بأنّ كلّ مرئيٍ في سُنّة النظر ، وفي جميع الكون يكون جسما وفي جهة وذا مكان وصورة ، واللّه تعالى منزّه عن جميع ذلك.
مع أنّ الوجدان يحكم بكون المرئي محاطا بالنظر ، واللّه تعالى محيط هو بكلّ شيء ، فلا يكون محاطا ، لذلك لا يكون مرئيا ، وهو في مرتبة الخالقية فلا
__________________
(١) العوالم : (١١ / ٢ ص٦٥٥).
(٢) سورة الأنعام : (الآية ١٠٣).
(٣) بحار الأنوار : (ج٣ ص٣٠٨ ب١٣ ح٤٦).
(٤) بحار الأنوار : (ج٣ ص٣٠٨ ب١٣ الحديث المنقول عن المحاسن).