كما أفاده في حقّ اليقين (١).
السادسة : إنّ صفاته المقدّسة الذاتية كالعلم والقدرة ليست زائدة على ذاته
كما زعمته الأشاعرة ، بل هي عين ذاته الشريفة كما دلّت عليه الأدلّة الشرعية ، والبراهين العقلية مثل :
ألف) الأحاديث المتظافرة التي تلاحظها في كتاب التوحيد ولنذكر نبذة منها فيما يلي
١ ـ حديث أبي بصير ، قال سمعت أبا عبداللّه عليهالسلام يقول :
«لم يزل اللّه جلّ وعزّ ربّنا والعلم ذاته ولا معلوم ، والسمع ذاته ولا مسموع ، والبصر ذاته ولا مبصَر ، والقدرة ذاته ولا مقدور ، فلمّا أحدث الأشياء وكان المعلوم وقع العلم منه على المعلوم ، والسمع على المسموع ، والبصر على المبصَر ، والقدرة على المقدور ، قال : قلت : فلم يزل اللّه متكلّما؟ قال : إنّ الكلام صفة محدثة ليست بأزلية ، كان اللّه عزوجل ولا متكلّم» (٢).
٢ ـ حديث حمّاد بن عيسى ، قال : سألت أبا عبداللّه عليهالسلام فقلت :
«لم يزل اللّه يعلم؟ قال : أنّى يكون يعلم ولا معلوم ، قال : قلت : فلم يزل اللّه يسمع؟ قال : أنّى يكون ذلك ولا مسموع ، قال : قلت : فلم يزل يبصر؟ قال : أنّى يكون ذلك ولا مبصر ، قال : ثمّ قال : لم يزل اللّه عليما
__________________
(١) حقّ اليقين : (ج١ ص٣٧).
(٢) التوحيد للصدوق : (ص١٣٩ ب١١ ح١) ، ولعلّ الأصل فيه : ولا تكلّم.