وأمّا إستحالة الثاني : فلأنّه يلزم منه كون اللّه تعالى محلاً للحوادث ، وهو باطل قطعا كما ثبت قبلاً (١).
فيستحيل بحكم العقل زيادة الصفات على الذات ، فيحكم العقل والعقلاء بكون تلك الصفات الذاتية عين ذاته القدسية.
السابعة : أنّه تعالى ليس بمحتاج إلى شيء ، لا في ذاته
ولا في صفاته بل هو الغني المغني
ومعنى الغِنى هو عدم الحاجة والإحتياج ، ولذا ذكر في الصفات السلبية.
ومعنى كونه غنيّا غير محتاج ، هو أنّه الغني بنفسه عن غيره وعن الإستعانة بالآلات والأدوات وغيرها ، كما فسّره الشيخ الصدوق (٢).
وهو الذي استغنى عن الخلق وهم إليه محتاجون ، فلا تعلّق له بغيره لا في ذاته ولا في شيء من صفاته ، بل هو منزّه عن العلاقة كما فسّره الشيخ الكفعمي (٣).
وهو الغني الذي لا يحتاج إلى أحد والكلّ محتاج إليه ، وهو الغني مطلقا لا يشاركه فيه غيره ، كما فسّره الشيخ الطريحي (٤).
وحاصل المعنى في هذه الصفة ، استغناؤه الذاتي المطلق وعدم إحتياجه إلى شيء ، وقد دلّ على غناه الكتاب والسنّة والعقل بالبيان التالي :
__________________
(١) إرشاد الطالبين للفاضل المقداد : (ص٢٢٣).
(٢) التوحيد : (ص٢٨٦).
(٣) المصباح : (ص٣٢٥).
(٤) مجمع البحرين : (ص٦٧ مادّة ـ غني ـ).