الثامنة : أنّه تعالى لا يحلّ في غيره ، ولا يتّحد مع غيره
كما زعمته بعض الفرق الضالّة ، وعبّروا عنه بالحلول والإتّحاد.
فهما باطلان شرعا ، لما تقدّم من أحاديث تنزّه الخالق عن ذلك ، نظير حديث أبي المغرا عن أبي عبداللّه عليهالسلام :
«إنّ اللّه تعالى خلوٌ من خَلقه وخلقه خلوٌ منه» (١).
وكذلك هما باطلان عقلاً لما يلي :
أمّا بطلان الحلول فلوجوه هي :
أوّلاً : لأنّ الحال يحتاج إلى محلٍّ يحلّ فيه ، والإحتياج من خواصّ الممكن ، وأمّا الواجب فهو أجلّ من الإحتياج فلا يمكن فيه الحلول.
ثانيا : إنّ الحلول في مكان يستلزم الخلوّ من مكان آخر ، واللّه تعالى موجود في كلّ مكان ومحيط بكلّ شيء.
ثالثا : إنّ حلول شيء في شيء ملازم للجسمية ، واللّه سبحانه منزّه عن الجسمية (٢).
وأمّا بطلان الإتّحاد فلوجهين :
الأوّل : قضاء الضرورة والوجدان والبداهة ، ببطلان الإتّحاد ، وإدراك المغايرة بين الخالق وبين المخلوق ، وكلّ يعرف أنّه غير ربّه ، كما بيّنه العلاّمة أعلى اللّه مقامه (٣).
الثاني : أنّه مع فرض الإتّحاد ، فالمتّحدان بعد اتّحادهما إن بقيا
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج٣ ص٣٢٢ ب١٤ ح١٨).
(٢) حقّ اليقين : (ج١ ص٣٨).
(٣) نهج المسترشدين : (ص٤٧).