العـدل
سبق منّا الوعد بذكر العدل الذي هو من أسماء اللّه الحسنى ومن صفاته العليا ، والذي يعتبر الإعتقاد به من اُصول المذهب والدين ، ومن دعائم شريعة سيّد المرسلين صلوات اللّه عليه وآله الطاهرين.
وعدل اللّه تعالى وإن كان من جملة صفاته الكماليّة ، إلاّ أنّه اُفرد بالذكر لكثرة مباحثه ومتعلّقاته المذكورة في المفصّلات.
والعدل في أصل اللغة نقيض الجور كما في كتاب العين (١).
قال في التوحيد : «العدل معناه الحكم بالعدل والحقّ ، وسمّي به توسّعا لأنّه مصدر ، والمراد به العادل» (٢).
وقال في المصباح : «العدل أي ذو العدل وهو مصدر أُقيم مقام الأصل ، وصف به سبحانه للمبالغة لكثرة عدله ، والعدل هو الذي لا يجور في الحكم» (٣).
وقال في المجمع : «العدل من أسمائه تعالى وهو مصدر اُقيم مقام الإسم ، وحقيقة ذو العدل هو الذي لا يميل به الهوى فيجور في الحكم ... وعند المتكلّمين
__________________
(١) العين للخليل : (ج٢ ص٣٩).
(٢) توحيد الصدوق : (ص٢٠٨).
(٣) المصباح للكفعمي : (ص٣٢٢).