هي العلوم المتعلّقة بتنزيه ذات الباري عن فعل القبيح والإخلال بالواجب» (١) أي الإخلال بالوجوب العقلي ، وهو الحُسن.
وأفاد في حقّ اليقين : «إنّ العدل هو إعتقاد أنّ اللّه عادل في مخلوقاته ، غير ظالم لهم ، ولا يفعل قبيحا ، ولا يخل بواجب ، ولا يجور في قضائه ولا يحيف في حكمه وابتلائه ، وله أن يثيب المطيعين ويعاقب العاصين ، ولا يكلّف الخلق ما لا يطيقون ، ولا يعاقبهم زيادةً على ما يستحقّون ، ولا يقابل مستحقّ الأجر والثواب بأليم العذاب والعقاب ، ولم يجبر عباده على الأفعال خصوصا القبيحة ويعاقبهم عليها» (٢).
وقد دلّ النقل والعقل ، كتابا وسنّةً على عدله تعالى وأنّه لا يظلم أبدا :
أمّا دليل الكتاب :
ففي أكثر من ثلاثين آية أحصاها العلاّمة المجلسي (٣) منها ما يلي :
١ ـ قوله تعالى : (ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّه لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ) (٤).
٢ ـ قوله تعالى : (إِنَّ اللّه لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُنْ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرا عَظِيما) (٥).
٣ ـ قوله تعالى : (وَلاَ نُكَلِّفُ نَفْسا إِلاَّ وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ وَهُمْ
__________________
(١) مجمع البحرين : (ص٤٨٤).
(٢) حقّ اليقين : (ج١ ص٥٥).
(٣) بحار الأنوار : (ج٥ ص٢ الباب الأوّل من أبواب العدل).
(٤) سورة آل عمران : (الآية ١٨٢).
(٥) سورة النساء : (الآية ٤٠).