الخامس : الضمان الربّاني في سلامة هذه العقيدة ، ومرافقتها للسعادة ، والسلوك منها إلى الجنّة كما في الحديث التالي :
١ ـ المفضّل الجعفي قال : قال أبو عبداللّه عليهالسلام : إنّ اللّه تبارك وتعالى ضمن للمؤمن ضمانا ، قال : قلت : وما هو؟
قال : ضمن له إن هو أقرّ له بالربوبيّة ، ولمحمّد صلىاللهعليهوآله بالنبوّة ، ولعلي عليهالسلام بالإمامة وأدّى ما إفترضه عليه أن يسكنه في جواره.
قال : قلت : فهذه واللّه هي الكرامة التي لا يشبهها كرامة الآدميّين.
قال : ثمّ قال أبو عبداللّه عليهالسلام : إعملوا قليلاً تتنعّموا كثيراً (١).
والتوحيد الحقّ هو توحيد اللّه بما أراده اللّه تعالى ، لا بما أراده نفس الإنسان بهواه ومشتهاه ..
وقد عرفت أنّ الذي يريده اللّه ولا يقبل غيره هو التوحيد المقرون بالرسالة والإمامة ، وهو الإسلام الذي عرفت دعائمه وقوامه ..
قال عزّ إسمه : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الاْءِسْلاَمِ دِينا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الاْآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ) (٢).
فلابدّ من الإعتقاد الراسخ بهذه الاُصول الأصيلة والأركان الجليلة.
ثمّ إنّ اللازم في باب الإعتقادات أن تكون المعتقدات علمية يُتيقّن بها لأنّ الظنّ لا يُغني عن الحقّ شيئا.
لذلك كان إستدلالنا في هذا الكتاب بالقرآن الكريم الذي هو قطعي الصدور ، وبالروايات المتواترة العلمية أو المستفيضة الإطمئنانية ، وبحكم العقل
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج٣ ص٣ الباب١ ح٦).
(٢) سورة آل عمران : (الآية ٨٥).