الثاني : عصمة الأنبياء
العصمة في أصل اللغة هي : الوقاية والمنع والدفع والحفظ والحماية ، كما يستفاد من العين (١) ، والمجمع (٢) ، واللسان (٣).
وفي الإصطلاح العلمي : هي القوّة العقلية التي لا يُغلب فيها المعصوم للمعاصي مع كونه قادرا عليها ، وهي الروحية القدسية التي تمنع عن مخالفة التكليف بدون أن يكون إجبار على عدم العصيان ، بل يمتنع المعصوم بلطف اللّه عن محارم اللّه تبارك وتعالى.
وهذه الصفة الشريفة موجودة في جميع الأنبياء عليهمالسلام قطعا .. بل هي من معتقداتنا الثابتة يقينا.
فقد قال الشيخ الصدوق : «إعتقادنا في الأنبياء والرسل والأئمّة والملائكة صلوات اللّه عليهم أنّهم معصومون مطهّرون من كلّ دنس ، وأنّهم لا يذنبون ذنبا ، لا صغيرا ولا كبيرا ، ولا يعصون اللّه ما أمرهم ، ويفعلون ما يؤمرون.
ومن نفى عنهم العصمة في شيء من أحوالهم فقد جهلهم.
وإعتقادنا فيهم أنّهم موصوفون بالكمال والتمام والعلم من أوائل اُمورهم إلى أواخرها ، لا يوصفون في شيء من أحوالهم بنقص ولا عصيان ولا جهل» (٤).
وأفاد شيخ الإسلام المجلسي (٥) ما مضمونه : يلزم الإعتقاد بحقّانية الأنبياء
__________________
(١) العين للخليل : (ج١ ص٣١٣).
(٢) مجمع البحرين للطريحي : (مادّة ـ عصم ـ).
(٣) لسان العرب : (ج١٢ ص٤٠٣).
(٤) اعتقادات الصدوق : (ص٩٦).
(٥) في الإعتقادات : (ص٢٥).