أمّا السنّة :
فالنصوص الروائية المتظافرة المصرّحة بعصمة الأنبياء ، وهي كثيرة جاء بعضها في الأمالي (١) .. نختار في الإستدلال واحدة منها ونذكرها بتفصيلها لعموم الفائدة فيها وهو حديث العيون المسند عن الإمام الرضا عليهالسلام بسند الصدوق القريب عن القرشي ، عن النيسابوري ، عن علي بن محمّد بن الجهم قال : حضرت مجلس المأمون وعنده الرضا علي بن موسى عليهماالسلام فقال له المأمون :
«يابن رسول اللّه! أليس من قولك : إنّ الأنبياء معصومون؟ قال : بلى ؛ قال : فما معنى قول اللّه عزوجل : (وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى) (٢)؟
فقال عليهالسلام : إنّ اللّه تبارك وتعالى قال لآدم : (اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَدا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ) (٣) وأشار لهما إلى شجرة الحنطة (فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ) (٤) ، ولم يقل لهما : لا تأكلا منها وإنّما أكلا من غيرها ، لمّا أن وسوس لهما الشيطان وقال : (مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ) (٥) وإنّما ينهاكما أن تقربا غيرها ولم ينهكما عن الأكل منها (إِلاَّ أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنْ الْخَالِدِينَ وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنْ النَّاصِحِينَ) (٦) ولم يكن آدم وحوا شاهدا قبل ذلك من يحلف باللّه كاذبا (فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ) (٧) فأكلا منها ثقة بيمينه باللّه ، وكان
__________________
(١) أمالي الشيخ الصدوق : (المجلس العشرون ص٨٠).
(٢) سورة طه : (الآية ١٢١).
(٣) سورة البقرة : (الآية ٣٥).
(٤) سورة البقرة : (الآية ٣٥).
(٥ ـ ٧) سورة الأعراف : (الآيات ٢٠ ـ ٢٢).