القرآن فعظّم الحجّة فيه والآية المعجزة في نظمه ، فقال :
«هو حبل اللّه المتين ، وعروته الوثقى ، وطريقته المثلى ، المؤدّي إلى الجنّة ، والمنجي من النار ، لا يخلق من الأزمنة ، ولا يغثّ على الألسنة ، لأنّه لم يجعل لزمان دون زمان ، بل جعل دليل البرهان ، وحجّة على كلّ إنسان ، لا يأتيه الباطل من بين يديه ، ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد» (١).
٢ ـ حديث إبراهيم بن العبّاس عن الإمام الرضا ، عن أبيه عليهماالسلام أنّ رجلاً سأل أبا عبداللّه عليهالسلام:ما بال القرآن لا يزداد على النشر والدرس إلاّ غضاضة؟ فقال :
«لأنّ اللّه تبارك وتعالى لم يجعله لزمان دون زمان ، ولا لناس دون ناس ، فهو في كلّ زمان جديد ، وعند كلّ قوم غضّ إلى يوم القيامة» (٢).
ثمّ إنّ إعجاز القرآن الكريم محقّق من جهات عديدة كثيرة ، نذكر منها عشرة كاملة وهي :
الاُولى : إنّ القرآن الكريم معجزٌ من حيث إختصاصه بمرتبة عليا في الفصاحة والبلاغة خارقة للعادة ، لا يمكن لأحد من البشر أن يأتي بمثلها ، أو أن يدانيها.
الثانية : من حيث كونه مركّبا من نفس الحروف الهجائية التي يَقْدر على تأليفها كلّ أحد ، ومع ذلك عجز الخلق عن تركيب مثله بهذا التركيب العجيب والنمط الغريب.
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج٩٢ ص١٤ ب١ ح٦).
(٢) بحار الأنوار : (ج٩٢ ص١٥ ب١ ح٨).