الطريق الثاني : الخوارق الإلهية الاُخرى ...
وهي الخوارق الإلهية والمعجزات الربّانية ، الجارية على يد النبي الأكرم صلىاللهعليهوآلهوسلم ممّا كانت في أفعاله وأقواله وشمائله وأحواله ونعوته وأوصافه وشخصيّته وشأنه وما كان يختصّ به منذ بداية ولادته إلى نهاية شهادته.
وقد كانت شاهدة على حقيقة نبوّته ، وصدق مبعوثيّته ، ومصدّقةً لرسالته ، وكاشفةً عن اتّصاله بالقوّة الإلهيّة والتأييدات السماوية.
وقد ذكر الشيخ الجليل ابن شهر آشوب السروي المازندراني في المناقب : «أنّه كانت له أربعة آلاف وأربعمائة وأربع وأربعون معجزة ، ذكرت منها ثلاثة آلاف ، والمشهور منها التي ذكرها المؤرخّون ألف معجزة ، وقد تواتر منها الكثير الوفير» (١).
وقد اُحصيت هذه المعجزات الشريفة في مدينة المعاجز للسيّد البحراني ، والجزء السابع عشر من البحار للعلاّمة المجلسي ، والمجلّد الأوّل من إثبات الهداة للمحدّث الحرّ العاملي ، ناقلاً إيّاها من ثمانية وخمسين كتابا ، والمجلّد الأوّل من كشف الغمّة للشيخ الإربلي ، وباب النبوّة الخاصّة من حقّ اليقين للسيّد الشبّر.
وقد ذكرت الأحاديث المتظافره شرح معجزاته الكريمة وبيان مختصّاته العظيمة ، نشير إلى بعضها ، والتفسير والتفصيل في محلّها ممّا تقدّم ذكرها آنفا ، علما بأنّ كثيرا ممّا نذكرها من المتواترات ...
وسنبيّن إن شاء اللّه تعالى ما ذكر منها في القرآن الكريم وكلام ربّ العالمين الذي لا يأتيه الباطل أبدا.
فمن المعجزات ما ظهر حين ولادته ، وظهور نوره المبارك ، حيث ولد حينما ولد
__________________
(١) مناقب ابن شهر آشوب : (ج١ ص١٠٦ ـ ١٤٤ باب معجزات رسول اللّه صلىاللهعليهوآلهوسلم).