ويقينيّة ومعلوم الصدور من الربّ الغفور من قبيل المعراج الشريف ، وشقّ القمر العظيم ، وفتح مكّة بأمن وأمان.
وقد ذكرت تلك الآيات القرآنية في أبواب معجزات الرسول في بحار الأنوار المجلّد السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر ، وخصوصا في ما حكى من كلام الشيخ الجليل ابن شهر آشوب السروي (١) ، فلاحظ.
الثالثة : سيرة الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم
إذا لاحظنا وتأمّلنا سيرة النبي الأكرم صلوات اللّه عليه وآله وسلّم ، وحياته الكريمة ، نرى أنّ نفس سيرته وسريرته وأخلاقه وآدابه وعشرته ورويّته ، تدلّ على أنّه آية إلهيّة عظمى ، وحجّة ربّانية كبرى ، وأهل لأن يكون رسولاً من قِبَل اللّه ربّ العالمين ، وقدوة لأهل الدنيا أجمعين ، بل جامعيته تدلّ على أفضليته.
فقد كان صلوات اللّه عليه وآله ، أجود الخلق يدا ، وأجرأ الناس صدرا ، وأصدقهم لهجةً ، وأوفاهم ذمّةً ، وألينهم عريكةً ، وأكرمهم عشيرةً ، من رآه بديهة هابه ، ومن خالطه معرفةً أحبّه ، ولقد كانت أمانته مقبولةً عند الجميع حتّى لقّب بالأمين.
وكان أخشى الناس لربّه ، وأتقاهم لخالقه ، وأعلمهم باللّه ، وأقواهم في طاعة اللّه ، وأصبرهم على عبادته ، وأكثرهم حبّا للّه ، وأزهدهم فيما سواه.
وكان يقوم في صلاته حتّى تنشقّ بطون أقدامه من طول قنوته وقيامه ، وكان إذا قام إلى صلاته تتساقط دموعه إلى الأرض من صدره ، ويسمع من صدره
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج١٦ ص٤٠٢).