في بابه من الآثار (١).
بل جاء في حديث المزني عروجه إلى السماء مئة وعشرين مرّة كما تلاحظها في الخصال (٢).
هذا ، مع خصائصه وما أعطاه اللّه تعالى وتفضّل به عليه وعلى أهل بيته ممّا تلاحظه في أحاديث البحار (٣).
وجميع ذلك يُثبت أنّ الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم اُسوة وقدوة ، وأنّه أفضل النبيّين والمرسلين.
الرابعة : عصمة الرسول الأعظم صلىاللهعليهوآلهوسلم
قد عرفت في بحث عصمة الأنبياء من النبوّة العامّة أنّ ممّا لا شكّ فيه ولا ريب يعتريه لزوم عصمة الأنبياء ونزاهتهم عن كلّ ذنب ومعصية ، بعمد أو سهو ، قبل النبوّة وبعدها ، للزوم أن يكون الواسطة بين اللّه وخلقه معصوما حتّى يبلّغ ما أوحى إليه اللّه بصدق وأمانة ، ولا يصدر منه كذب ولا خيانة ، فيُسلب وثوق الاُمّة به وإعتماد الخلق عليه.
كما ويقبح أن يأمر الحكيم بإطاعة من يجوز عليه الخطأ ، فتنتفي فائدة البعثة ، ويسقط غرض الرسالة ، فيحتاج إلى من يسدّده ويمنعه عن الخطأ ، وهكذا متسلسلاً.
فيلزم في كلّ شريعة إلهيّة أن يكون رسولها معصوما حتّى يتمّ الوثوق به
__________________
(١) بحار الأنوار : (ج١٨ ص٢٨٢ ب٣ الأحاديث).
(٢) الخصال للصدوق : (ص٦٠٠ ح٣).
(٣) بحار الأنوار : (ج١٦ ص٣١٧ ب١١ الأحاديث خصوصا الحديث السابع).