فقال سليمان : اِرجعوا فقد سُقيتم بغيركم» (١).
وفي الأخبار شواهد كثيرة على ذلك يقف عليها المتتبّع.
فإثبات وجود الصانع إذن لا يحتاج في الحقيقة إلى دليل بعد حكم الفطرة ؛ إذ مقتضى الفطرة عدم الحاجة بعدها إلى الأدلّة ..
إلاّ أنّه تبرّكا بوحي السماء وإتماما للحجّة الغرّاء نشير إلى هذه الأدلّة الآتية الدالّة على وجود اللّه جلّ شأنه :
١ ـ دليل الكتاب :
وقد بيّن القرآن الكريم أحسن البيان ، وأقام أتقن البرهان على وجود اللّه تعالى المنّان بالشواهد اليقينية والدلائل التكوينية في آيات مباركاتٍ أحصاها العلاّمة المجلسي في البحار (٢) تحت عنوان إثبات الصانع والإستدلال بعجائب صنعه على وجوده في ضمن ذكر ٢٤٤ آية شريفة من الكتاب العزيز ، منها قوله تعالى : (إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالاْءَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللّه مِنْ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَى بِهِ الاْءَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالاْءَرْضِ لاَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (٣).
وهذه الآية الشريفة بوحدها مشتملة على سبع آيات من آيات اللّه العجيبة ومخلوقاته الغريبة التي تدلّ على وجود خالق لها ومدبّر في إحداثها وسبب
__________________
(١) حقّ اليقين : (ج١ ص١٠).
(٢) بحار الأنوار : (ج٣ ص١٦ الباب٣).
(٣) سورة البقرة : (الآية ١٦٤).