قال الشيخ الطريحي : «قوله (إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاما) (١) أي يأتمّ بك الناس ، فيتّبعونك ويأخذون عنك ، لأنّ الناس يؤمّون أفعاله أي يقصدونها ، فيتّبعونها» (٢).
وزاد في المفردات : (أنّ الإمام يُقتدى بأقواله وأفعاله) (٣).
وأفاد الشيخ الطبرسي (٤) : أنّ المستفاد من لفظ الإمام أمران :
أحدهما : أنّه المقتدى في أفعاله وأقواله.
والثاني : أنّه الذي يقوم بتدبير الاُمّة وسياستها والقيام باُمورها وتأديب جُناتها وتولية ولاتها ، وإقامة الحدود على مستحقّيها ، ومحاربة من يكيدها ويعاديها ، هذا بالنسبة إلى تعريف الإمام والإمامة ، وسيأتي بيان مدلولها الشرعي الجامع في هذا المنصب الرفيع.
ولا شكّ أنّ من أشرف معارف اُصول الدين ، هي معرفة إمامة الأئمّة المعصومين ، وخلافة أوصياء الرسول الميامين ، وولاية حجج اللّه في السماوات والأرضين التي تعود إلى معرفة اللّه تعالى بالحقّ واليقين.
وذلك لأنّهم سفراؤه إلى خلقه ، ووسائل لطفه إلى عباده ، فتكون معرفتهم من شؤون معرفته .. يوجب فعلها الهداية ، وتركها الضلالة ، كما في الحديث التالي :
عن أبي حمزة قال : قال لي أبو جعفر ـ الباقر ـ عليهالسلام :
__________________
(١) سورة البقرة : (الآية ١٢٤).
(٢) مجمع البحرين : (ص٥٠٣ مادّة ـ اُمم ـ).
(٣) المفردات للراغب : (ص٢٠٤).
(٤) مجمع البيان : (ج١ ص٢٠١).