الفصل الأوّل :
إحتياج البشر إلى الإمام وضرورة الإمامة
البشر بنحو عامّ محتاج إلى إمام يَقتدي به ، ويَستضيء بنور علمه ، وولي يلجأ إليه ويستفيد منه ، كإحتياجه إلى النبي والرسول .. إذ الإمامة إتمام وإمتداد للنبوّة الباقية والرسالة الخالدة.
وهذا أمر فطري وحقيقة إرتكازية يحكم بها العقل السليم والوجدان المستقيم ، وتشهد البداهة بأنّه لابدّ لكلّ قوم ، بل لكلّ عالَم من عوالم الوجود من إمام ورئيس يهديهم إلى سبيل الصلاح ، ويقودهم إلى الخير والفلاح ، ويرفع عنهم النزاع والخلاف ، ويكون داعيا إلى اللّه ومصلحا لعباد اللّه.
وكلّ ما يتصدّى له النبي الأكرم في حياته من الوظائف والقوانين والأحكام والشؤون الدينيّة والإجتماعية والعلمية والقضائية والأخلاقية والإدارية والإرشادية وغيرها يلزم أن يتصدّى له من بعده مَن يكون نموذجا له ، ومظهرا من مظاهره ، وزعيما للدين مثله .. حذرا من زوال الدين وإضمحلال الرسالة التي جاءت للدوام ، وأسّست للبقاء ، وإلاّ كان شأن هذا الدين شأن سائر المبادئ التي تزول بزوال أصحابها ..
وشريعة الإسلام نزلت لتكون باقية بجميع أحكامها وحلالها وحرامها إلى