لدوامها.
وكفى بها آيةً تدفع الريب وترفع الشكّ عن وجود فاطر السماوات والأرضين ، الذي يؤمن به كلّ من تدبّر وفكّر فيها من المسلمين والكافرين.
٢ ـ دليل السنّة :
وقد أفاض نبيّ الإسلام وأهل بيته الكرام ، الأنوار اللامعة ، والحِكَم البارعة في إثبات وجود اللّه تعالى بمتواتر الحديث بل فوق التواتر من الأحاديث المفيدة للعلم واليقين بوجود اللّه الحقّ المبين كما تلاحظها بكثرتها في جميع كتب التوحيد ، وربّما تزيد على مئة حديث ، ومن ذلك ما نقتطفه من الأحاديث التالية :
١ ـ الحديث العلوي الشريف المروي عن أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه :
«ولو فكّروا في عظيم القدرة وجسيم النعمة لرجعوا إلى الطريق وخافوا عذاب الحريق ، ولكنّ القلوب عليلة والأبصار مدخولة (١) ، أفلا ينظرون إلى صغير ما خلق ، كيف أحكم خلقه ، وأتقن تركيبه ، وفلق له السمع والبصر وسوّى له العظم والبشر.
انظروا إلى النملة في صغر جثّتها ولطافة هيأتها لا تكاد تنال بلحظ البصر ولا بمستدرك الفكر ، كيف دبّت على أرضها وضنّت على رزقها (٢) ، تنقل الحبّة إلى جحرها وتعدّها في مستقرّها ، تجمع في حرّها لبردها وفي ورودها لصدورها ، مكفول برزقها ، مرزوقة بوفقها ، لا يغفلها المنّان ولا يحرمها الديّان ، ولو في الصفا اليابس
__________________
(١) من الدَخَل ـ بفتحتين ـ بمعنى العيب أي معيوبة.
(٢) أي : بخلت به.