٨ ـ الحرص على سعادة المؤمنين وصلاح شأنهم والرأفة والرحمة بهم ، كما في قوله تعالى : (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ) (١).
.. إلى غير ذلك من المقامات والمراتب الرفيعة النبويّة التي يأتي ذكرها في الأحاديث الشريفة والتي لابدّ أن تتمثّل في وصي الرسول لبقاء الرسالة.
وعلى الجملة ؛ فالإمامة أمر فطري ، وإحتياج ضروري ، وحاجة لازمة كفى بارتكازيّتها دليلاً لها ، بالإضافة إلى أنّه يدلّ عليها الكتاب والسنّة والعقل بالبيان التالي :
أمّا الكتاب أوّلاً :
فقول اللّه تعالى شأنه : (إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) (٢) فإنّه قد ذكرت الخاصّة والعامّة ، أنّ الهادي في هذه الآية الشريفة ، هو الإمام أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليهالسلام ، وقد جاءت فيه ثلاثة وعشرون حديثا من طرق الخاصّة ، وسبعة أحاديث من طرق العامّة ، كما تلاحظها في كتاب غاية المرام (٣).
وللنموذج نختار من أحاديث الخاصّة ما رواه عبدالرحيم القصير ، عن الإمام أبي جعفر الباقر عليهالسلام في قول اللّه تبارك وتعالى : (إِنَّمَا أَنْتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ) فقال :
__________________
(١) سورة التوبة : (الآية ١٢٨).
(٢) سورة الرعد : (الآية ٧).
(٣) غاية المرام : (ص٢٣٥ ب٣٠ و ٣١ الأحاديث) ، وتلاحظ استقصاء أحاديث العامّة في إحقاق الحقّ : (ج٣ ص٨٨ ، وج١٤ ص١٦٦ ، وج٢٠ ص٥٩).