وعليه فالبشرية محتاجة في جميع مجالات حياتها إلى كتاب اللّه مقرونا مع حجّة اللّه .. وهما توأمان لا يفترقان وتكون الهداية بهما معا حتّى يردا على الحوض يوم القيامة.
وقد أخبر النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم بعدم إفتراقهما ، وفرَض التمسّك بهما ، وحصر الهداية فيهما بالدليل القطعي المقبول بين الفريقين في حديث الثقلين الذي نصّ عليه الرسول الأعظم في المواطن الأربعة :
يوم عرفة على ناقته القصوى ، وفي مسجد الخيف ، وفي خطبة يوم الغدير في حجّة الوداع ، وفي خطبته على المنبر يوم قُبض.
وقد رويت نصوص أحاديثه من طرق الخاصّة والعامّة بأسانيد كثيرة وروايات متواترة تلاحظها في مثل كتاب إحقاق الحقّ للقاضي التستري قدسسره (١). قال صلىاللهعليهوآلهوسلم :
«إنّي تارك فيكم الثقلين ، كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا من بعدي أبدا ، وإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما».
ثمّ إنّ الحقّ الصريح والبيان المليح الذي يفهمه كلّ ذي حجى هو ما بيّنه أهل بيت الهدى في أحاديثهم الشريفة التي بيّنت أهميّة الإمامة ووجه الإحتياج إلى الإمام ، والتي هي أدلّة قطعيّة وبراهين يقينيّة على لزوم الإمامة الحقّة ووجوب وجود الإمام المعصوم في جميع الأزمنة إلى قيام الساعة مثل :
__________________
(١) إحقاق الحقّ : (ج٤ ص٤٣٦ ، وج٥ ص٧ ، وج٩ ص٣٠٩ ، وج١٦ ص٤٠٥ ، وج١٨ ص٢٦١) ، وغاية المرام : (ص٢١١ من إثنين وثمانين حديثا من طرق الخاصّة ، وتسعة وثلاثين حديثا من طرق العامّة).