الفصل الثاني
الإمامة انتصابية لا انتخابية وتعيينها بيد الخالق لا المخلوق
من الواضح أنّ من يُنصب لأجل إمامة الخلق بعد الرسول ، ولتصدّي رئاسة الدين ، وزعامة الدنيا ، وحفظ الشرع ، وإصلاح المجتمع ، وإقامة الأحكام ، وتربية المسلمين ، وتنظيم شؤون البشر ، وإدارة اُمورهم ، وتهذيب نفوسهم ، وتضمين سعادتهم يلزم أن يكون أفضلهم وأعلمهم وأعقلهم والأرجح منهم .. معصوما من الخطأ ، ومحفوظا عن الزلل ، حتّى لا يلزم أن يعطي الشيء فاقده ، أو يهب الفضيلة من هو متخلٍّ منها .. ولئلاّ يكون مخطئا فيلزم من خطأه إنحطاط المجتمع البشري وإنهيار معالم الإنسانية.
وإذا حصلت هذه المزايا والملاكات في شخص كان لائقا وجديرا بأن يتصدّى هذه الاُمور ، وطبيعي أنّ الفوز والنجاح يكون حليفه في هذه الشؤون .. وهنا نسأل أنّه من هو الذي يعرف الأفضل والأعلم والأعقل والأرجح والأصلح من الخلق حتّى يختاره وينصبه لهذا الأمر الجليل لتحمّل أعباء هذه الاُمور الجسيمة؟
ومن الذي يعلم السرائر ويطّلع على الضمائر حتّى يعرف عواقب