١ ـ أمّا الكتاب فمثل :
١ ـ قوله تعالى : (وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمْ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللّه وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ) (١).
حيث يستفاد منه أنّ المختار في اُمور الدين والدنيا هو اللّه تعالى دون خلقه ، ولا إختيار في التصرّف في ذلك .. خصوصا مع تقديم الربّ بقوله : (وَرَبُّكَ) في نسبة الخلق والإختيار إليه ونفيه عن المخلوقين.
إذ الإختيار يلزم أن يكون مع العلم بأحوال من يقع عليه الإختيار .. ولا يعلم غير اللّه تعالى جميع أحوال المختار حتّى يكون له الخيرة.
ويستفاد هذا الملاك من تلو هذه الآية التي قالت بعد ذلك (وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ) (٢) ، وفي هذا دلالة على أنّ من لا يعلم السرّ والجهر فلا إختيار له ، كما أفاده الشيخ الطبرسي في التفسير (٣).
وقد روى العلاّمة المجلسي (٤) حديث أنس بن مالك ، عن النبي الأكرم صلىاللهعليهوآله في تفسير هذه الآية الشريفة بقوله :
«إنّ اللّه اختارني وأهل بيتي على جميع الخلق فانتجَبَنا ، فجعلني الرسول ، وجعل علي بن أبي طالب عليهالسلام الوصيّ ، ثمّ قال : «ما كان لهم الخيرة» يعني ما جعلت للعباد أن يختاروا ، ولكنّي أختار من أشاء ، فأنا وأهل بيتي صفوة اللّه وخيرته من خلقه».
__________________
(١) سورة القصص : (الآية ٦٨).
(٢) سورة القصص : (الآية ٦٩).
(٣) مجمع البيان : (ج٧ ص٢٦٣).
(٤) بحار الأنوار : (ج٢٣ ص٧٤ ب٣ ح٢٢).