٢ ـ قوله تعالى : (وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاما قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) (١).
حيث يستفاد منه أنّ جاعل الإمامة هو اللّه تعالى ، وأنّها عهد من اللّه تعالى ، وأنّ هذا العهد لا ينال الظالم ، ومن المعلوم أنّ العهد يكون بين الطرفين المتعاهدين فقط دون غيرهم .. وتقديم (إنّي) في الخطاب بقوله : (إنّي جاعلك) ، لا «جعلتك» يفيد إنحصار الجعل به تعالى.
وقد فسّر هذا العهد بالإمامة من قبل الخاصّة والعامّة ، فقد روي ذلك عن الإمامين الهمامين أبي جعفر الباقر وأبي عبداللّه الصادق عليهماالسلام ، كما فسّره بها مجاهد بن جبر المكّي من العامّة ، فيما حكاه الشيخ الطوسي في التبيان (٢).
٣ ـ قوله تعالى : (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الاْءَرْضِ خَلِيفَةً) (٣) حيث يستفاد منه أيضا أنّ الخلافة الإلهية تكون بجعل اللّه تعالى ونصبه ، وأنّ هذا الجعل من شؤون اللّه تعالى شأنه ، مع أنّ مقتضى نفس الإستخلاف هو أن لا يكون إلاّ من المستخلف لا من غيره .. وخليفة الربّ يلزم أن يُنصب من جانب الربّ لا من جانب الناس ، وهذا معنى ظاهر ، لا شكّ فيه ولا رادّ عليه.
٢ ـ وأمّا السنّة :
فهي دالّة أيضا على لزوم كون تعيين الإمام من اللّه الملك العلاّم ، في أحاديث مثل :
__________________
(١) سورة البقرة : (الآية ١٢٤).
(٢) تفسير التبيان : (ج١ ص٤٤٨).
(٣) سورة البقرة : (الآية ٣٠).